الخارجية الأمريكية تفتح تحقيقًا بشأن تمويل قطر للحرس الثوري الإيراني


فتحت وزارة الخارجية الأمريكية تحقيقا بشأن تمويل قطر للحرس الثوري الإيراني، المصنف إرهابيا في قوائم واشنطن، بحسب وسائل إعلام أمريكية ومركز لمكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة.

ووفقا لتقرير نشره مركز “مشروع مكافحة الإرهاب” الأمريكي فإن التحقيق في أنشطة التمويل المشتبه به من قبل قطر جاء بعد إطلاع الرئيس جو بايدن على معلومات استخباراتية الشهر الماضي من قبل قادة إسرائيليين في البيت الأبيض.

هذه المعلومات أكدتها أيضا صحيفة “واشنطن إكزامينر”، وقالت إن وزارة الخارجية بدأت تحقيقًا في اتهامات بتورط الأسرة الحاكمة في قطر، بتقديم أموال إلى الحرس الثوري الإيراني، المصنف كمنظمة إرهابية أجنبية من قبل الولايات المتحدة.

ونقلت ذات الصحيفة عن المتحدث باسم وزارة الخارجية قوله: “نحن نحقق في هذه المزاعم”، مشيرا إلى أن هذه القضية أثيرت خلال اجتماع في المكتب البيضاوي الشهر الماضي بين بايدن والرئيس الإسرائيلي المنتهية ولايته رؤوفين ريفلين.

وخلال اللقاء زود ريفلين البيت الأبيض بمعلومات استخبارية بشأن “التمويل الأخير الذي قدمته قطر إلى الحرس الثوري الإيراني”، وفقا لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” -نقلاً عن دبلوماسي إسرائيلي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته- مضيفا أن تلك المعلومات “أزعجت المسؤولين الأمريكيين في الاجتماع”.

وكان تقرير لشبكة “فوكس نيوز” ذكر في وقت سابق، أن الدوحة كانت على علم مسبق بهجوم إيراني على أربع سفن تجارية في خليج عمان، في 12 مايو/أيار 2019، ورفضت تحذير حلفائها من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.

وذكر تقرير “مشروع مكافحة الإرهاب” أن “هناك معلومات استخبارية موثوقة تشير إلى أن الوحدة البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني -قوات القدس البحرية- كانت المسؤولة عن هجمات ميناء الفجيرة، وأن عناصر من الحكومة الإيرانية، وكذلك دولة قطر كانت على علم بأنشطة الحرس الثوري الإيراني”.

وبحسب تقارير الإعلام الأمريكي كانت قطر من بين ست دول اختارها النظام الإيراني في ديسمبر/كانون الأول 2020 لتمثيل طهران في نزاع قانوني دولي ضد الولايات المتحدة لاغتيال الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني في يناير/ كانون الثاني 2020.

ووفقا لتلك التقارير دفع أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني فدية قدرها 57 مليون دولار لـ”مليشيات سورية” مقابل إطلاق سراح مقاتلي الحرس الثوري الإيراني الأسرى عام 2012.

علاقات سرية طويلة الأمد
والعلاقات بين قطر والحرس الثوري الإيراني التي اتسمت بـالسرية -حسب التحليلات الأمريكية- ليست وليدة اللحظة.

ففي أكتوبر/تشرين الأول 2015، اعتبرت وسائل إعلام مقربة من الحرس الثوري، أن الدوحة باتت بمثابة شريك جديد يمكن من خلالها أن تمرر طهران صفقاتها مع الغرب، في أعقاب إبرام اتفاقية تعاون عسكرية جديدة على هامش لقاء ضم كلا من قائد حرس الحدود الإيراني قاسم رضائي، ومدير أمن السواحل والحدود في قطر علي أحمد سيف البديد.

وانتقدت واشنطن الدوحة، بسبب علاقاتها بجماعات إرهابية مثل القاعدة وحماس، والسماح بتمويل الإرهاب داخل حدودها، وهو ما دفع الحكومة الأمريكية لفرض عقوبات على العديد من المواطنين القطريين لعلاقاتهم بشبكات داعش المالية والقاعدة.

وفي وقت سابق اتهم تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” قطر بتوفير ملاذات آمنة ووساطة دبلوماسية ومساعدات مالية، وفي حالات معينة “الأسلحة”، لشبكات ومنظمات إرهابية.
وأشار تقرير “مشروع مكافحة الإرهاب” إلى دعم واحتضان قطر لجماعة الإخوان الإرهابية، بالقول: “ليس للإخوان فرع رسمي في قطر، لكن عناصر الإخوان، مثل الزعيم الروحي للجماعة، يوسف القرضاوي، يقيمون في البلاد، وقدمت الدوحة أيضًا مساعدة مالية للحكومة التي يقودها الإخوان في مصر عام 2013”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى