أزمة مواطنة

كتب: محمد السليماني

مطلع هذا الشهر وبحضور الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حفظه الله، افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي قاعدة 3 يوليو البحرية، قوة عسكرية مصرية تتوائم مع حجم ومكانة مصر العظيمة، واي مسلم عروبي يفرح حينما يجد أرض الكنانة تسابق الزمن في التطور عسكرياً واقتصادياً وسياسياً.

فحينما كانت مصر في المقدمة كان ابناءها في مختلف الأقطار العربية اطباء ومدرسين ومهندسين، يساهمون في بناء أوطان اخوتهم العرب.

 مصر عظيمة وبها شعب عظيم، فمصر عندهم قبل وفوق وأهم من أي شيء، للمصريين احساس مواطنة لا يضاهيهم فيه أحد.

شعب مصر تجاوز مائة مليون والمصريين خارج مصر كثير، اذهب أينما شئت من أرض الله الواسعة، وحيثما ذهبت ستجدهم وإن عثرت على أحدهم فستجده رغم سنين غيابه عن أم الدنيا إلا إنّه لا يقلِّ وفاءاً عن من هو موجود بداخلها ويتنفس هواءها كل يوم، ستجده مدافعاً عنها بحلوها ومُرّها لن يقبل من أحد أن ينالها بسوء.

احساس المواطنة المصرية حالة متفردة ولكنها قطعاً موجودة في مختلف دول العالم بنسب متفاوتة، إلا أنني ومن مطالعتي لم أجد حالة ندرة بإحساس المواطنة مثل الذي أجده في النطاق الجُغرافي المسمى ( اليمن ).

تفرُّد ولكن بالإتجاه المعاكس، في اليمن نجد أزمة مواطنة، قِلّة قليلة هي تلك التي جعلت لوطنها الأولوية، والأغلبية لا يُهمها إلا الأحزاب أو المحافظات أو شيخ القبيلة.

قليل من الجهد يكفيك لتبحث على الإنترنت عموماً أو في منصة تويتر تحديداً عن التغيير المذهبي الذي يقوم به الحوثيون في مناطق سيطرتهم.

مهول ما يفعله الحوثي، فيديوهات متعددة بها أطفال يتم تلقينهم مبادئ مذهب الحوثيين.

6 سنوات مرت والسابعة في الطريق، جيل بأكمله ينشأ على العقيدة الحوثية المتطرفة.

كل جرائم الحوثي واعتداءه على النساء واستغلاله للأطفال في الحرب، جرائم كبيرة بلا شك ولا يجب السكوت عنها، إلا أن الأخطر منها هو ما يقوم به من تغيير لمناهج التعليم

حرب دينية تقوم بها إيران بأيدي ميليشيا الحوثي وتغيير للمناهج ونشر للتشيع.

يهدم الحوثي كل مقومات الجمهورية التي يدعي السياسيين في اليمن أنها موجودة منذ ثورة ٢٦ سبتمبر.

الحوثي يغتصب أموال التجار ويسيطر على المساعدات ويقمع الحُريّات.

جماعة الحوثي تسجن النساء وتعذبهن في وقت تتحدث فيه المنظمات عن جرائم اغتصاب وتصوير وانتهاكات لا إنسانية، تدمي القلوب.

كل ما سبق يجري وللأسف نجد أن هناك الكثير من أبناء وسياسيي اليمن، لا يشعرون به، ولم تظهر عليهم أي مظاهر خوف أو قلق تجاه ما يحدث في صنعاء.

لكن حينما يتعلّق الأمر بجزيرتي ميّون أو سُقطرى، تجد حناجر إعلامييهم تكاد تنفجر من الصراخ عند ظهورهم في القنوات أو على مساحات تويتر وكلوب هاوس.

لا أستطيع قبول فكرة أن يدندن أحدهم على وتر السيادة في الوقت الذي يعتدي فيه الحوثيين على شقيقته في أرحب.

لا استطيع استيعاب عويل أحدهم على سُقطرى ( وسقطرى بألف خير) بينما محافظته إب تئن تحت وطأة الحوثيين.

ألا يوجد إحساس بالمواطنة عن هؤلاء ؟

ألا يوجد غيره على دينهم الذي يتم هدمه على أيدي حوثيين ؟

ألا يغير أولاءك على محارمهم ؟

ألا يمكن أن نجد ربع مواطنة المصريين عند اخوتنا في اليمن ؟

دقسة

بارقة الأمل بالنسبة لي، هي انّه حتى لو أمعن أذناب الفضائيين بتغيير مذهب سكان كوكب نبتون، فسكان نبتون قادرين على العودة لما كانوا عليه قبل ذلك، كونهم معتادين على تغيير الشرائح بسهولة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى