المارد الانتقالي يكشف زيف الإخوان في حضرموت

كتب / أحمد راشد الصبيحي :

 في 4 مايو/ 2017 أعلن تشكيل المجلس الانتقالي، وحظي هذا التشكيل الوليد بدعم شعبي واسع في الجنوب، حيث خرج مئات الآلاف في تظاهرات بشوارع كبرى المدن الجنوبية، مثل عدن والمكلا، لإعلان تأييدهم الانتقالي الذي طلب التفويض من الجنوبيين واعتبر أنه حصل عليه في تظاهرة مليونية شهدتها عدن 11 مايو/ 2017، ونجح عيدروس الزبيدي في تقوية أركان المجلس الانتقالي وتوسيع أنشطته وأصبح اليوم الكيان الجنوبي الأقوى والأبرز والأكثر تنظيمًا وموالاة منذ حرب الغدر والخيانة والاحتلال للجنوب في 1994.

إن تأسيس المجلس الانتقالي لم يأتِ من فراغ، بل جاء بعد فترة من الويلات والعذاب والتحقير والتقزيم ومسميات للجنوبيين عنصريه (هنود صومال أحباش)  لكن الجنوبيين ظلوا رافضين للواقع المفروض عليهم بالقوة منذ 94، وهو الواقع الذي اعتبره كثيرون منهم احتلالا عسكريا شماليا ونقضا للوحدة، بعد أن انتهج الشماليون نهج المنتصر، وكان يحتفل كل عام بذكرى هزيمة الجنوبيين بتاريخ 7 /7 من كل عام، وتم تسريح كل الجيش الجنوبي منهم كبار قادته وتركوا بدون عمل.

إن المجلس الانتقالي لم يأتِ بين عشية وَضحاها بل أتى بعد مخاض طويل من  تشريد ومتابعة من يناهض حكم عفاش والإخوان فقد تم قتل وسجن كثير من قيادات الحراك الجنوبي وكان أكثرهم سجنا هو المناضل حسن باعوم وأكثرهم تشريدًا القاٸد عيدروس الزبيدي الذي عاش في جبال الضالع بعد أن حكم عليه بالإعدام .

المجلس الانتقالي حاليا هو الذي يتصدر تمثيل القضية الجنوبية، وهذا كان واضحًا ومنعكسًا في اتفاقية الرياض التي وقعت بين طرفين لا ثالث لهما: الجنوب ويمثله المجلس الانتقالي، واليمن بشكل عام والسلطة الشرعية، ويتعامل العالم الآن ودول الخليج مع هذا المجلس.

وكان مجلسنا الانتقالي له الدور الأول بخوض معارك ضد الإرهاب المدعوم من علي محسن الأحمر وحزبه الشيطاني الإصلاح، فنجاح المجلس ضد الإرهاب أعطاه صورة مشرفة وزخما أمام الدول الكبرى ورفع رصيده وأصبح رقمًا لا يمكن تجاوزه ليصبح شريك لدول في محاربة الإرهاب.

أما حزب الإصلاح فقد أصيب بالمارد الانتقالي، فبمجرد ذكر الجنوب يفقد الإخوان السيطرة على أنفسهم وأسلوبهم ويذهبون للبحث عن كل متردية وجيفة ونطيحة وما أكل السبع لدعمهم والوقوف إلى جانبهم لعلهم يُفشلون مشروع استعادة دولة الجنوب حرة مستقلة. فالإخوان اليوم يتكلمون ويدعمون في حضرموت والمهرة مجموعة من المهربين وتجار السلاح والمخدرات ويدعون إلى انفصال حضرموت والمهرة عن الجنوب رغم الحاضنة الشعبية للانتقالي في تلك المحافظتين وعشقهم للجنوب ليكون مستقلا.

هكذا يتخبط الإخوان ويحاولون خلط الأوراق بعد إصابتهم بالمارد الانتقالي الذي كل وقت وحين يصرعون بسببه إذا تم ذكره في أي نصر يحققه كان على الأرض أو سياسياً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى